ترويض جيل: هل غير الانقسام السياسي مفاهيم الديمقراطية عند الشباب الفلسطيني؟

تـنـاقـش هـــذه الـــدراســـة الـتـحـولات فــي مـجـال فـهـم أسـاسـيـات الـديـمـقـراطـيـة لـــدى الشباب الفلسطيني على مدى عشرة أعـوام، وكيف أثر الانقسام الفلسطيني في هذه المفاهيم، من خـلال تبديل مفهوم الديمقراطية لـدى هـؤلاء الشباب. فالتراجع الكبير في اعتقاد الشباب الفلسطيني أن أهم ميزة للديمقراطية هي القدرة على تغيير الحكومة عبر الانتخابات من عام 2007 إلى عام 2011، وأيضا التراجع في الاعتقاد أن الميزة الثانية الأهم للديمقراطية هــي الــقــدرة عـلـى نـقـد الـحـكـومـة، يــؤشــران إلـــى الـتـأثـيـر السلبي لـلانـقـسـام فــي نـظـرة الشباب الفلسطيني إلــى مـمـيـزات الـديـمـقـراطـيـة. وثـمـة أيـضـا تـراجـع فـي نسبة مــن يعتقدون أن أهم مـمـيـزات الـديـمـقـراطـيـة هــي تـأمـيـن الــمــواد الأسـاسـيـة للمواطنين، بينما ازدادت، بـيـن عامي 2007 و2011، نـسـبـة َمــــن يــعــتــقــدون أن أهــــم مـــمـــيـــزات الــديــمــقــراطــيــة هـــي مــكــافــحــة الـفـسـاد الإداري والمالي.

كــمــا تــنــاقــش أوضــــــاع الـــشـــبـــاب الـفـلـسـطـيـنـي فـــي قـــطـــاع غــــزة والـــضـــفـــة الــغــربــيــة (بـــمـــا فيها الـقـدس المحتلة) قبل الانـقـسـام وبـعـده، بـالإضـافـة إلـى دراســـة الـحـراكـات الشبابية المتعددة عبر مــبــادرات مناهضة الانـقـسـام وكـيـف تـم الـتـصـدي لـهـا. وتلقي الـضـوء على تغير مفاهيم الديمقراطية وأولوياتها لدى الشباب الفلسطيني في محاولة لتفسير تأثير الانقسام فيهم.

تــحــاجــج الــــدراســــة بــــأن الانـــقـــســـام الــحــالــي بــيــن »فـــتـــح« و»حــــمــــاس« لا يـــؤثـــر فـــي المجتمع الفلسطيني سياسيا واجتماعيا فحسب، بل له تأثير سلبي أيضا في الإحاطة بمفاهيم مهمة مرتبطة بالتحول الديمقراطي والديمقراطية والحكم الرشيد، الأمـر الـذي يسهم في إيجاد جـيـل لــديــه تــصــور مــشــوه وغــيــر واضــــح لـمـفـهـوم الـديـمـقـراطـيـة مـــن شــأنــه أن يــؤســس لتدمير المشاركة الشبابية الصحية والحقيقية في العمل السياسي.

أنظر الموقع الخارجي