تحدّي وتأكيد التوقعات حول ”اقتصاد الرعاية” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بيان صحفي

أبرز النتائج من أحدث مدوّنة بقلم سلمى الشامي وميثاء السويدي :

-إن نتائج الباروميتر العربي من 12 دولة شملها استطلاع الدورة السابعة (2021-2022) تحدّت جزئياً التوقعات حول أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر في المنطقة. تخالف النتائج الأخيرة التصورات الأبوية المسبقة حول تشارك مسؤوليات رعاية الأطفال، وفي الوقت نفسه تعزز منها فيما يتعلق بالتصميم على الرأي القائل بأن الإنفاق والميزانية في الأسرة هي مسؤولية رجل البيت.

-يظهر من نتائج استطلاع الباروميتر العربي الأخير أن أغلب مواطني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتبرون أن رعاية الأطفال – وتشمل المساعدة في الفروض المدرسية – هي مسؤولية واجبة التشاطر بين الأب والأم، بغضّ النظر عمّن يتولى هذه المسؤولية حالياً. على ذلك، ترى أكبر نسبة من مواطني المنطقة أن رب الأسرة وحده هو الذي يجب أن يتولى مسؤولية ميزانية البيت والإنفاق على احتياجاته.

-بشكل عام، تميل النساء لدعم التساوي في تشارك المسؤوليات أكثر – مقارنة بالرجال – فيما يتعلق بالسؤالين حول رعاية الأطفال ومسؤولية ميزانية البيت والإنفاق على احتياجاته. لكن هذا النزوع أبرز فيما يخص مسألة الميزانية والإنفاق.

-لعل الاختلافات الأكثر بروزاً ووضوحاً هي تلك القائمة بين النساء أنفسهن؛ إذ يظهر من النتائج أن بعض المعايير المتحيزة ضد النساء تؤيدها آراء النساء ممن هن خارج قوة العمل مدفوع الأجر، بنفس قدر تأييد الرجال لها، إن لم يكن أكثر.

-يبدو أن جائحة كورونا جاءت بعواقب متضاربة. فعلى جانب، بينما زادت من كمّ العمل المترتب على النساء في البيوت، فهي قد وعّت في الوقت نفسه بحقيقة أن هذا العمل – حتى وإن كان غير مدفوع الأجر – يستتبعه أن يكون للنساء نصيب من تشكيل واتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة. ليست ربات البيوت بالاستثناء فيما يخص انتشار هذا الرأي. فمن بين هذه المجموعة من النساء – اللاتي يتحملن عادة أغلب مسؤوليات أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر – تراجعت بشكل ملحوظ نسبة دعم فكرة أن الرجل هو الذي يجب أن يكون له القرار النهائي في الشأن العائلي بواقع 22 نقطة مئوية في لبنان، و21 نقطة في الجزائر، و14 نقطة في تونس، و10 نقاط في السودان.

-تعد الاختلافات بين الرجال والنساء الموظفين والموظفات صارخة بصورة خاصة حول سؤال تشارك مسؤولية الميزانية ومسؤوليات الإنفاق، إذ يقول الرجال أكثر بأن هذه مسؤولية رب الأسرة.

-ربما يؤدي دخول النساء إلى قوة العمل مدفوع الأجر في الوقت الحالي إلى تغيّر علاقات القوة بين الرجال والنساء وتحدى المعايير الجندرية في نطاق الأسرة. دخول النسار قوة العمل مدفوع الأجر مرتبط بتزايد اعتقادهن بأنه يجب أن يكون للجنسين دور في اتخاذ القرارات المالية بالبيت. في جميع الدول عدا موريتانيا، أبدت النساء الموظفات والمشتغلات بأعمال حرة بقوة التوقع بأن يكون لهنّ نفس الدور في اتخاذ قرارات الميزانية والإنفاق في الأسرة، لا سيما في مواجهة آراء الرجال الموظفين والمشتغلين بأعمال حرة. ولقد بلغت الفجوة بين الفئتين حول هذا الرأي بين 8 بالمئة في السودان و32 بالمئة في العراق.

-كما أن الاختلافات في الرأي بحسب المستويات التعليمية (بين من أتمّوا التعليم العالي ومن حصلوا على التعليم الثانوي فقط) هي اختلافات كبيرة أيضاً، لكنها أكبر فيما يخص سؤال مساعدة الأطفال على الدراسة. فأصحاب المستويات التعليمية الأعلى من الجنسين هنّ الأرجح مقارنة بالأقل تعليماً أن يؤيدن ويؤيدوا فكرة تشارك رب الأسرة هذه المسؤولية وتلك بالتساوي مع الأم.

يمكن قراءة التدوينة الكاملة