التظاهرات ومعضلة التنمية في العالم العربي

…التظاهرات الغاضبة في العراق ولبنان وغيرها لم تنتصر لحزب أو لفريق سياسي معين بل انتصرت للدولة الوطنية، ورفعت علمها وشعارها، وطالبت بان يعول صوت هذه الدولة على ما عداه من الأصوات الطائفية أو المذهبية أو المصالحية؛ والرسالة الحقيقية للتظاهرات والاحتجاجات ليست في الشكوى من الفقر والفساد والبطالة وتدهور الأحوال المعيشية، بل هي بالأساس في رغبة ملايين الشباب العربي في الاحتجاج على الوجوه السياسية التي ثبت فشلها واستعادة دولهم المختطفة وعودتها لممارسة دورها الطبيعي.

الحقيقة أن هذه التظاهرات ليست مفاجئة لمن يتابع أحوال الدول والشعوب العربية عن كثب، بل تنذر بها نتائج استطلاعات الرأي التي تجرى بين الفينة والأخرى، ومنها الاستطلاع الذي أجرته شبكة “البارومتر العربي” ونشرت “بي بي سي” نتائجه منذ فترة، وأشارت نتائج هذا الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 25 ألفاً من سكان عشر دول عربية إلى أمور عدة أولها ارتفاع متوسط نسبة الشباب العربي الذي يرغب في الهجرة إلى نحو 20%، والسبب الرئيسي لذلك هو الوضع الاقتصادي والفساد، ما دفع نحو نصف العينة من الشباب في دول عربية محددة للإعراب عن رغبتهم في الهجرة!

ثمة إشارة لافتة في أن النسبة الأكبر من العراقيين واليمنيين المشاركين في الاستطلاع قد اعتبروا إيران التهديد الأكبر لدولهم (31%، 33% على التوالي) وهذا يعكس مدى وعي الشعوب واستشعارها بما يهددها من أخطار ربما يتجاهلها الساسة لأسباب لا علاقة لها بالوطنية بقدر ارتباطها بالولاءات الطائفية والمصالحية!

ماذا يعني أن يرغب نحو نصف عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين في الهجرة، وأن عدد الراغبين في الهجرة ضمن هذه الفئة يتصاعد بشكل ملحوظ مقارنة بنتائج الاستطلاعات السابقة؟! هل يعني ذلك أن نصل لوقت يعبر عن فيه غالبية هذه الشعوب عن رغبتها في الهجرة وترك البلاد؟!

وثمة مؤشر لافت يقول إن نحو 43% من الشباب في بعض الدول العربية على استعداد للسفر بدون أوراق رسمية، أي انهم جاهزون للانضمام إلى عمليات لجوء أو هجرة غير شرعية!…

يمكنكم قراءة المقال الكامل من خلال الرابط.