للنشر الفوري
** نرجو نسب المعلومات الواردة إلى الباروميتر العربي **
يستمر المواطنون والمواطنات عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تعبيرهم عن الدعم للديمقراطية، لكن الإحباطات من الحُكم السلطوي والانتقالات الديمقراطية المتعطّلة تدفع بالبعض نحو نظم بديلة، طبقًا لدورة استطلاعات الباروميتر العربي الثامنة.
يفحص التقرير الجديد أشكال الحُكم التي يرى الرأي العام بالمنطقة أنها الأفضل لتقديم ما يعتبره المواطنون مرتبطًا بالديمقراطية، من الكرامة والحقوق المدنية والمساواة وتحقيق الأمان وإنهاء الفساد وتوفّر ما يلبي الاحتياجات الأساسية. تُظهر النتائج أنه بينما تبقى الديمقراطية الليبرالية هي النموذج الأعلى نصيبًا من دعم المواطنين، فدعمه متواضع وفي تراجع، وتتحداه بشكل متزايد بدائله، بما يشمل نماذج حُكم الرجل القوي والديكتاتورية الرشيدة والحكم المستند إلى الشريعة.
تُبرز هذه النتائج أن المنطقة لا تزال في طور البحث عن نظام لا يوفّر التمثيل السياسي فحسب، بل يُحقّق أيضًا نتائج ملموسة. فرغم استمرار المواطنين في تقدير الديمقراطية كمثل أعلى، إلا أنهم لا يزالون منقسمين بشأن النظام السياسي القادر، إن وُجد، على تلبية مطالبهم في الكرامة والحكم الفعّال.
عن الاستطلاع
تعتمد هذه النتائج على سبعة استطلاعات ممثلة لمستوى الدولة نُفذت عبر المنطقة ضمن الدورة الثامنة للباروميتر العربي (2023-2024)، بناء على أكثر من 15 ألف مقابلة تمت وجهًا لوجه. وجاء هامش الخطأ بواقع 3± نقطة أو أقل في كل دولة.
ملحوظة: نُفذ العمل الميداني في فلسطين انتهاءً بيوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
📊 النتائج الأساسية: تفضيلات النظم السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الديمقراطية: ما زالت مفضلة لكن في تراجع
- ما زالت الديمقراطية مُفضلة لكن دعم الناس لها يتراجع. لا تزال الديمقراطية الليبرالية النظام الأكثر تفضيلًا بشكل عام، إلا أن الدعم لها متواضع ويتراجع. في المقابل، يتصاعد التأييد للبدائل – مثل حكم الرجل القوي، والدكتاتورية الرشيدة، والحكم المستند إلى الشريعة – وخاصة في السياقات التي يُنظر فيها إلى المؤسسات الديمقراطية على أنها عاجزة أو غير فعّالة.
- تونس منقسمة بشكل عميق. إن الدعم للنظام البرلماني الليبرالي (38%) وللقائد الاستبدادي (36%) يكاد يكون متساويًا، مما يُبرز حجم الإحباط من التجربة الديمقراطية التي أعقبت ثورة الياسمين عام 2011، والتي لم تُحقق النتائج المرجوّة.
- الصورة في المغرب مختلفة. هناك أغلبية واضحة تدعم النظام التعددي (68%) وترفض حكم الرجل القوي (23%). ربما أدى النمو الاقتصادي المتحقق نسبيًا في المغرب وتحسّن فعالية الحكومة إلى دعم الثقة في الديمقراطية كنظام.
- لنماذج حكم الشريعة صدى في بعض الدول. في الأردن وموريتانيا تدعم نسب الأغلبية فكرة النظام القائم على الشريعة الإسلامية حتى ولو جاء دون انتخابات، وفي الوقت نفسه يدعم الكثيرون أيضًا الديمقراطية الليبرالية، ما يؤشر بوجود اهتمام بالنماذج المختلطة.
الديمقراطية الليبرالية: دعم متواضع ولا متكافئ
- تحظى الديمقراطية الليبرالية بدعم متواضع ومستوى الدعم يتباين عبر المنطقة. هناك أغلبيات في المغرب (68%) وفلسطين (54%) وموريتانيا (52%) والأردن (51%) تفضل هذا النظام، بينما يقل الدعم عن النصف في لبنان (42%) والعراق (39%) وتونس (38%).
- تراجع الدعم منذ الانتفاضات العربية. في الفترة 2012-14 دعمت الأغلبيات الديمقراطية البرلمانية، لكن تراجع الدعم بقوة في العراق (34- نقطة) وتونس (28- نقطة) ولبنان (26- نقطة) والأردن (15- نقطة) منذ انطلاق الربيع العربي. في المغرب فقط ظهر تراجع ضئيل (5- نقاط).
- يُعرّف المواطنون الديمقراطية بناء على النتائج وليس الإجراءات. يربط مواطنو المنطقة الديمقراطية أكثر بالكرامة والمساواة والنتائج الملموسة – مثل تحقق الأمان والعدالة الاقتصادية – وليس بعقد الانتخابات فقط.
- تزايد تشكك الشباب في الديمقراطية. في تونس، يدعم 31% فقط من الشباب الأصغر سنًا الديمقراطية الليبرالية، بواقع 10 نقاط مئوية أقل من الأجيال الأكبر سنًا، مما يُبرز حالة الخيبة لدى الجيل الذي نشأ بعد ثورة الياسمين في 2011.
الحكم السلطوي: في تصاعد لكنه محدود
- دعم الحكم السلطوي يتصاعد لكنه ما زال محدودًا. لا تُظهر أي دولة تأييدًا بالأغلبية لنظام حكم الرجل القوي – وهو النظام الذي يحكم فيه قائد واحد دون اعتبار للانتخابات أو للمعارضة. ويُعد العراق البلد الوحيد الذي يفضّل فيها عدد أكبر من المواطنين هذا النموذج على الديمقراطية الليبرالية (46% مقابل 39%). أما في تونس، فتتوزع الآراء بشكل شبه متساو (36% مقابل 38%)، بينما يبقى الدعم لهذا النموذج منخفضًا نسبيًا في بلدان أخرى، إذ يبلغ 28% في الأردن و20% في لبنان.
- الشباب أقل تأييدًا للاستبداد. إذ تُظهر البيانات أن المواطنين الشباب أقل ميلًا من الفئات الأكبر سنًا لتفضيل حكم الرجل القوي – بفارق 12 نقطة في تونس، و8 نقاط في العراق، و6 نقاط في موريتانيا، و5 نقاط في الأردن. أما لبنان، فيمثل استثناءً، حيث يُبدي الشباب دعمًا أعلى قليلًا من كبار السن (24% مقابل 18%).
- تأييد الأنظمة الاستبدادية قد ازداد خلال العقد الماضي. ففي الفترة ما بين 2012–2014، كان الدعم منخفضًا – بلغ 8% في العراق ولبنان، و9% في تونس والمغرب، و23% في الأردن. ومنذ ذلك الحين، ارتفع الدعم بشكل كبير في كل من العراق (+38 نقطة)، وتونس (+27 نقطة)، والمغرب (+14 نقطة)، ولبنان (+12 نقطة)، في حين شهد الأردن ارتفاعًا طفيفًا فقط (+5 نقاط).
الديكتاتورية الرشيدة: تصاعد المطالبات بتحقيق النتائج
- لا يزال الدعم لـ”الدكتاتورية الرشيدة” دون عتبة 50%، لكنه آخذ في التصاعد. ففي معظم البلدان، تتراوح نسبة التأييد لهذا النموذج – الذي يقوم على تلبية احتياجات المواطنين دون إشراكهم السياسي – بين 30% و40%، في حين تسجّل فلسطين النسبة الأدنى عند 23%. ومنذ عام 2016، ازداد هذا النوع من الدعم بشكل لافت، خاصة في المغرب حيث سُجِل ارتفاع قدره 26 نقطة مئوية، ثم الأردن بواقع 24 نقطة، ثم لبنان (20 نقطة)، وتونس (10 نقاط).
- يتزايد عدد المواطنين المستعدين للتنازل عن الحقوق مقابل لنتائج. فمنذ عام 2016، ارتفع الدعم للدكتاتورية الرشيدة بشكل حاد – من نسب تراوحت بين 13% و28% إلى ما لا يقل عن الثلث في دول مثل المغرب والأردن ولبنان وتونس – ما يعكس تصاعد الطلب على الحكم الفعّال، حتى وإن جاء ذلك على حساب القدرة على التعبير السياسي.
- تفضّل الأغلبيات القادة المستعدين لتجاوز القواعد من أجل تحقيق النتائج. ففي العراق (88%)، وتونس (77%)، ولبنان (70%)، تُبدي نسب كبيرة تأييدًا لفكرة أن على القادة تجاوز القواعد إن لزم الأمر لإنجاز المهام. ويشترك في هذا الرأي نحو نصف المواطنين في كل من موريتانيا (50%)، وفلسطين (49%)، والمغرب (47%)، مما يُسلط الضوء على وجود طلب إقليمي متزايد على التقدّم والفعالية، حتى وإن جاء ذلك على حساب المعايير القانونية المرتبطة بالديمقراطية.
الحكم بموجب الشريعة: تأييد قوي في بعض الدول ومحدود في دول أخرى
يختلف مستوى الدعم للحكم المستند إلى الشريعة الإسلامية من بلد إلى آخر. ففي موريتانيا (68%) والأردن (57%)، تُظهر الأغلبية تأييدًا لهذا النموذج حتى في غياب الانتخابات، في حين يبقى الدعم أقل في دول أخرى، حيث يتراوح بين 30% و40%. ويبرز لبنان كاستثناء واضح، إذ لا يؤيد هذا النموذج سوى 13% من المواطنين. ومن اللافت أن عددًا كبيرًا من المواطنين في كل من موريتانيا والأردن يُبدي تأييدًا مزدوجًا لكل من النموذج الديمقراطي البرلماني ونظام الشريعة، مما يشير إلى انفتاح على النماذج المختلطة في الحكم.
📊 التحليل الكامل: ندعوكم للاطلاع على التقرير الكامل بعنوان “تفضيلات الرأي العام للنظم السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” بقلم مايكل روبنز، مدير الباروميتر العربي ومحقق رئيسي.
// انتهى
موارد الباروميتر العربي
لمزيد من المعلومات أو للترتيب لمقابلة مع د. مايكل روبنز، يمكن التواصل مع أسيل العلائلي، مديرة العلامة التجارية، التسويق والاتصالات العالمية، على: aalayli@princeton.edu
- الموقع: www.arabbarometer.org/ar
- موارد لوسائل الإعلام: www.arabbarometer.org/ar/media-news
- أسئلة شائعة: www.arabbarometer.org/ar/frequently-asked-questions
- حول الباروميتر العربي: www.arabbarometer.org/ar/about
- المنهجية: /www.arabbarometer.org/ar/survey-data/methodology
عن الباروميتر العربي
الباروميتر العربي هو الشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأسست الشبكة في عام 2006، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي. إننا ننشر نتائج تحليلاتنا وتقاريرنا لتعميق المناقشات العامة، ولتيسير صوغ حلول تبصّرها المعلومات، للتعامل مع المشكلات المُلحّة التي تواجه المواطنات والمواطنين عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.