العرب لا يؤيدون انتصار ترامب في الانتخابات للمرة الثانية

سألنا المواطنين العرب عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن رأيهم في المرشح الرئاسي الأمريكي المُفضّل لديهم، ورأيهم في الولايات المتحدة الأمريكية. وجاءت النتائج لتكشف عن تفضيلات واضحة فيما يتعلق بالانتخابات.

إجمالاً، يعتقد المواطنون العرب أن سياسات بايدن الخارجية ستكون أفضل للمنطقة. وتعاني صورة الولايات المتحدة الأمريكية جزئياً، حيث أعربت الأغلبية في العالم العربي عن آراء غير محبذة لنهج ترامب. هذا يستند إلى أحدث استطلاع للباروميتر العربي، وشمل أكثر من خمسة آلاف شخص في خمس دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أجري الاستطلاع عبر الهاتف النقال في خريف 2020. يُلاحَظ أن النتائج تكشف عن لامبالاة لبنان تجاه المرشحين الاثنين، حيث كانت الإجابة الأبرز هناك هي أن السياسات الخاصة بالاثنين ستكون سيئة بنفس الدرجة بالنسبة إلى المنطقة.

لكن هل سيتحسن موقف أمريكا في العالم العربي إذا فاز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ سألت مايكل روبنز، مدير الباروميتر العربي، لكي يقدم تعليقه حول النتائج وآرائه عن كيف قد تؤثر نتائج الانتخابات المقبلة على آراء المواطن العربي في الولايات المتحدة الأمريكية.

أسيل العلائلي: ماذا تقول البيانات المتاحة حول الآراء العربية إزاء رئاسة ترامب؟ وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل العلاقات الأمريكية بدول المنطقة؟

مايكل روبنز: لا يزال الرئيس دونالد ترامب وبشكل عميق غير متمتع بالشعبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تكشف استطلاعات الباروميتر العربي من 2018-2019 عن أن الدعم الذي يتمتع به أقل من ذلك الذي يتمتع به الزعماء العالميين الآخرين. ففي شتى أنحاء المنطقة، أعرب 12 بالمئة من المواطنين في المتوسط عن قبولهم لسياساته في المنطقة، وهي النسبة الأقل بكثير مقارنة بالرئيس فلاديمير بوتين (28 بالمئة) وأقل كثيراً مقارنة بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان (51 بالمئة).

وفي الاستطلاعات الجديدة الصادرة عن الباروميتر العربي في خريف 2020، تبين أن نسبة التأييد لسياساته بالمنطقة تبقى كما هي لم تتغير في تقدير المواطنين في خمس دول مشمولة بالاستطلاع (الجزائر، الأردن، لبنان، المغرب، تونس). بالمقارنة، قال نحو الثلث إنهم يؤيدون السياسات الخاصة بالرئيس الصيني شي جين بينغ.

الآراء نحو الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكثر إيجابية في المجمل إلى حد ما مقارنة بالآراء نحو ترامب، في شتى أنحاء المنطقة، وهناك أقلية تنظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية نظرة إيجابية. في المتوسط، لدى ربع المواطنين رأي إيجابي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصل النسبة إلى 39 بالمئة في المغرب، وتبلغ أدناها في الأردن، بواقع 16 بالمئة. لكن هناك انحسار كلي في الآراء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكي منذ عام 2016، ما يُشير لأن سياسات إدارة ترامب ربما لها دور في تغير الآراء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة.

العلائلي: كيف يمكن أن يغير حصول ترامب على مدة رئاسية ثانية أو انتصار بايدن في الانتخابات، من الآراء العربية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية؟

روبنز: في الدول الخمس المشمولة بالاستطلاع، كان المواطنون في المتوسط أكثر تفضيلاً لفوز بايدن أكثر بثلاث مرات من تفضيل فوز ترامب. إجمالاً، قال شخص واحد من كل 10 أشخاص إن سياسات ترامب ستكون أفضل، مقارنة بالثلث فضلوا بايدن. الاستثناء الوحيد هو لبنان، حيث تساوت نسب دعم بايدن (17 بالمئة) وترامب (18 بالمئة)، رغم الاختلاف الكبير بحسب الهوية الطائفية. إجمالاً، فإن المسيحيين والسنة أكثر إقبالاً بكثير على تفضيل ترامب، مقارنة بالشيعة والدروز.

ويُلاحظ أن الكثير من المواطنين عبر المنطقة غير مقتنعين بأن السياسات الخاصة بأي من المرشحين ستكون أفضل للمنطقة. إجمالاً، يقول ربع المواطنين إن سياسات الاثنين ستكون بنفس الدرجة من السوء، وبلغت هذه النسبة 42 بالمئة في لبنان. كما أن نحو الثلث في الدول المشمولة بالاستطلاع ذكروا أنهم لا يعرفون أي من المرشحين سيكون أفضل.

نظراً إلى كثرة الآراء السلبية نحو ترامب عبر المنطقة خلال السنوات الأربع الأخيرة، فإن رئاسة بايدن قد تتيح فرصة لتحسن الآراء في الولايات المتحدة الأمريكية. يشعر أكثر من نصف المواطنين في الدول الخمس المشمولة بالاستطلاع بالأمل، في أن بايدن سيكون أفضل، أو لا يعرفون كيف يصنفونه مقارنة بترامب، ما يُظهر أن بايدن قد يحسن صورة الولايات المتحدة الأمريكية في أعين الرأي العام العربي.

على ذلك، فإن البيانات الأولية الواردة من الاستطلاع تُظهر أن قلة من الناس هي التي تعتقد بأن نتائج الانتخابات ستؤدي حقاً إلى أي تغير في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة. رغم أن سياسات بايدن ستختلف نوعاً ما عن سياسات ترامب، فمن غير المرجح أن يكون الفارق واضحاً وكبيراً في عين معظم المواطنين، فيما يخص التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة، مثل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، وسوريا وليبيا واليمن. رغم أن الآراء في بايدن يُرجح أن تبقى أكثر إيجابية من الآراء إزاء ترامب، فإن احتمال حدوث تغير كبير في الآراء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية هو احتمال محدود نسبياً.

إبحثوا عن #نبض_العرب لمعرفة المزيد.

لطلب إجراء مقابلة مع أحد الخبراء لدينا، يرجى التواصل مع أسيل العلائلي، عبر: aalayli@princeton.edu ,  +1(202)716-9068.